
فشل بلورة مشروع سياسي من قبل القوة السياسية والحركات المسلحة الداعمة للقوات المسلحة طوال فترة الحرب أو قبلها هي ظاهرة جديرة بالتحليل لقدرة هذه الأحزاب والحركات على الفعل السياسي بعيدآ عن الضجيج الإعلامي الذي تحدثه من فترة لأخرى لإثبات وجودها أو لتأكيد دعمها للخط الوطني الداعم لاستقرار الدولة وحمايتها ٠
اليوم الساحة السياسية عبارة عن بازار يجمع جمهرة من السواقط والمتسلقين الإنتهازيين من قيادات مليشياوية في طور التكوين شرقآ وشمالآ وفي الوسط منها الجهوية والقبلية تم تكوينها تحت سمع وبصر الدولة ٠
هذا غير الحركات الموقعة على سلام جوبا التي توزع ولاءها بين الدولة والمليشيا الارهابية في ظاهرة أيضا جديرة بالتحليل والنقد رغم صعوبة إجراء ممارسة النقد في الراهن بسبب الإنقسامات الحادة وسيطرة الغوغاء على الفضاء الإعلامي السياسي خاصة لدى المعسكر الداعم للقوات المسلحة صاروا أكثر حدة في مواجهة من ينتقد أي حركة أو حزب داعم للقوات المسلحة بحجة الحرب رغم الأخطاء الفادحة والكارثية في كثير من الأحزاب والحركات الداعم للقوات المسلحة على الرغم من فشلهم أي الأحزاب والحركات في بلورة مشروع وطني حقيقي قائم على أسس سياسية واجتماعية لمجابهة المشروع السياسي لتقدم والمليشيا الارهابية ٠
الذهاب لعملية سياسية بعد الحرب بهذه الأجسام الهلامية الفارغة من المحتوى السياسي لايضمن الإستقرار وهو بمثابة قنبلة موقوتة لاتقل خطورة عن الراهن الذي تعيشه الدولة السودانية في ظل الحرب بالتأكيد هناك حركات وأحزاب ليست لها أي تاثير في الواقع ولا يمكن أن يكون تأثير لو ظلت على النهج من الغوغائية وعدم القدرة على الفعل السياسي كتيار الوسط وحركة تمبور وغيرهم من المجموعات التي شكلت ظواهر صوتية وحالة من عدم القدرة السياسية الحقيقية وظلت تردد محتوى لا يخدم الفعل السياسي ٠
هذا الواقع المزري أصبح يشكل عبئ ثقيل على القوات المسلحة والقيادة السودانية في إختيار حكومة ووزراء للقيام بواجب الدولة داخليا وخارجيا ٠
لذلك تقلصت الخيارات أمام القيادة السودانية وهي تدرك بأنه ليس لديها ترف الوقت لمواجهة الضغوط الداخلية من قبل هذه المجموعات وكذلك هناك ضغوط خارجية إقليمية ودولية ٠
من المحتمل أن تقوم بتوزيع السلطة على أساس مناطقي جهوي كما هو بدا واضحا في عدد من الولايات إرضاءآ لزعامات أهلية ومليشيات مناطقية بدأت تتشكل بالإضافة إلى قيادات الحركات المسلحة الموقعة في جوبا رغم ضعفها السياسي عدا العدل والمساواة أما بقية الحركات فهي ظواهر صوتية بل مقدرة سياسية حقيقية تناسب المرحلة المقبلة ٠
من الضروري رسم السيناريو السياسي الذي يلي الحرب بوضع إطار سياسي وطني حقيقي جامع بدلآ من هذه الحالة الغوغائية العبثية التي تمارسها الأحزاب والحركات المسلحة.





